الصفحات

السبت، ١١ أيار ٢٠١٣

(قطر وتركيا تُحافظان على قدرة عرقلة محدودة)


صحيفة الفيغارو 11 أيار 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot

     في الوقت الذي رحبت فيه الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بالتقارب الروسي ـ الأمريكي، يتصف موقف الإئتلاف الوطني السوري وعرّابه القطري بالانتظار الحذر. هناك صمت قطري غريب. فيما يتعلق بالإئتلاف، من المفترض أن يُعلن عن موقفه في عطلة نهاية الأسبوع أثناء الاجتماع في استانبول الذي سيدرس مسألة خلافة رئيسه المستقيل معاذ الخطيب.
     ذهب الدبلوماسي الأمريكي روبيرت فورد إلى تركيا من أجل حث الإئتلاف على اختيار "الطريق الجيد". أكد بيان للإئتلاف أن "نظام الأسد رفض جميع المبادرات المُقترحة لحل الأزمة، ووضع دوماً العراقيل أمام جميع الاتفاقات خلال السنتين الماضيتين". يبدو أن الإئتلاف هو الخاسر الأكبر في المبادرة الروسية ـ الأمريكية التي تنص على اجتماع أعضاء من النظام مع بعض المعارضين المدعويين بشكل شخصي حول طاولة واحدة. ربما يكون هذا الاجتماع في نهاية شهر أيار في جنيف من أجل البدء بعملية انتقالية تفاوضية للسلطة في دمشق.
     تتعلق هذه المبادرة بمعارضين آخرين بالإضافة إلى المعارضين في الإئتلاف الذي سيخسر صفته كممثل وحيد للمعارضة. ولكن هل يستطيع الإئتلاف عرقلة عملية انتقالية؟ لاحظ دبلوماسي أممي قائلاً: "سيكون ذلك صعباً إذا كان الأمريكيون والروس جادين في إرادتهما بالتقدم". ولكنه اعترف بأن كل شيء سيعتمد على المكان المخصص للأسد في هذه العملية الانتقالية، ولكن هناك غموض في الوقت الحالي. وماذا عن تركيا التي تسمح بمرور السلاح والمقاتلين عبر أراضيها؟ قال الدبلوماسي الأممي المذكور أعلاه: "سيكون من الصعب على أنقرة معارضة الأمريكيين بعد تحول الموقف الفرنسي 180 درجة، ومن المحتمل أن يليه تحولاً بريطانياً".
     في جنوب سورية، يبدو أن الأردن غيّر توجهه مرة أخرى. ربما قامت عمّان في الأسابيع الأخيرة بتقييد مرور الأسلحة إلى المتمردين. ولذلك اضطر المتمردون إلى الانسحاب في مدينة خربة غزالة التي تُمثل عقدة إستراتيجية بين دمشق ودرعا. قام الملك الأردني بمهمة سرّية إلى دمشق في بداية شهر آذار، وهو يُفضل مخرجاً تفاوضياً يُحافظ على مملكته الهشة.
     ماذا عن قطر، العرّاب المالي الأساسي للإئتلاف؟ من المفترض أن يذهب رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم إلى إيران الأسبوع القادم. تخشى الدوحة من قدرة إيران على إلحاق الضرر. وهناك خبر سيء آخر بالنسبة لقطر، قام جاره السعودي مؤخراً باستدعاء عدد من قادة الإئتلاف المُقربين من الدوحة مثل جورج صبرا وفاروق طيفور لكي تنقل لهم الرسالة التالية: "لا تستطيعون عرقلة المفاوضات المُعلن عنها". تنوي السعودية اغتنام فرصة هذا التقدم الدبلوماسي من أجل التقليل من النفوذ القطري داخل المعارضة السورية. لهذا السبب، تدفع الرياض باتجاه توسيع الإئتلاف عبر ضم 25 معارضاً جديداً مثل كمال اللبواني ووليد البني. الهدف هو: تقليل حجم الإخوان المسلمين باعتبارهم الأداة القطرية داخل الإئتلاف.
     بناء على ذلك، وباعتبار أن الجميع يشك بصدق النظام السوري في الانخراط بشكل كامل في مفاوضات يجب أن تنتهي برحيل الأسد، فإن إرسال الأموال والأسلحة إلى المتمردين السوريين لن يتوقف فوراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق