الصفحات

الثلاثاء، ١٤ أيار ٢٠١٣

(انفجار ريحانلي يُضعف الموزاييك الإثني والديني في تركيا)


صحيفة اللوموند 14 أيار 2013 بقلم مراسها الخاص في ريحانلي بتركيا بنجامان بارت Benjamin Barthe

     تُمثل منطقة هاتاي التي فصلها الاستعمار الفرنسي عن سورية عام 1938 مزيجاً من الإثنيات والأديان. إنها تضم السنة مثل سكان ريحانلي، وأقلية عربية هامة من العلويين المُقربين سياسياً من النظام السوري، والأكراد والتركمان والشركس والمسيحيين الأورثوذوكس وغيرهم. هل سيستطيع هذا التآلف مقاومة مجزرة ريحانلي؟ أجاب الجنايني أحمد باتح Ahamd Bateh (40 عاماً): "لا أعرف، حقاً لا أعرف". وقال أحد السكان دون الإفصاح عن اسمه: "نحن خائفون من وقوع هجوم آخر. إننا قريبون جداً من الحدود لدرجة أن كل شيء يمكن أن يحصل".
     يبلغ عدد سكان مدينة ريحانلي ستين ألف نسمة، وتستقبل منذ سنتين أعداداً متزايدة من اللاجئين السوريين الذين يُقدّر عددهم حالياً بعشرات الآلاف في هذه المدينة. يعيش اللاجئون السوريون في بيوت صغيرة على أطراف المدينة، تعرضت العديد من السيارات التي يملكونها إلى التخريب في وسط المدينة بعد التفجير المزدوج في ريحانلي. يُقيم في هذه المدينة أيضاً عناصر المجموعات المُسلحة المعادية للأسد التي استفادت من سيطرة المتمردين على المركز الحدودي في باب الهوى، وأصبحت تتنقل بحرية بين البلدين. وللسبب نفسه أيضاً، أقامت العديد من المنظمات الإنسانية الراغبة في العمل داخل المناطق "المحررة" فروعاً لها في ريحانلي. وهكذا أصبحت ريحانلي القاعدة الخلفية للتمرد السوري.
     ولكن مع تصعيد المعارك وراديكالية المجموعات المسلحة، شاهد فلاحو القرى المجاورة وصول مجموعات الجهاديين والمُهربين بجميع أنواعهم، الذين جذبتهم الحرب المقدسة أو الدولارات التي يدفعها المتبرعون الخليجيون بسخاء. قال جمعة ميرجيمك Joma’a Merjimek الذي جُرح بسبب الانفجار: "تشكلت طبقة صغيرة من اللصوص هنا. إنهم أشخاص تستطيع شراءهم والتلاعب بهم بسهولة. ويملك الأسد الكثير من الدعم في هاتاي. ولهذا السبب لم أتفاجأ بالانفجارات".
     لم تُعط السلطات التركية تفاصيلاً حول هوية المشتبه بهم. واكتفى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أثناء زيارته إلى ألمانيا بالتأكيد "أنهم ينتمون إلى منظمة إرهابية ماركسية قديمة مُرتبطة بنظام الأسد". إنها صيغة يمكن أن تعني مجموعة Acilciler، وهي حزب انفصالي يساري متطرف، تأسس في منتصف السبعينيات، ويعمل من أجل ضم منطقة هاتاي إلى سورية. يقود هذه المجموعة حالياً ميرهاك أورال Merhac Ural، وهو من المتعصبين العلويين في تركيا. يُقدّر عدد أعضاء هذا المجموعة بالمئات، ويُشتبه بأنهم شاركوا في المذابح التي جرت في بانياس والبيضة خلال شهر أيار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق