الصفحات

الجمعة، ٣ أيار ٢٠١٣

(أمل)


افتتاحية صحيفة الليبراسيون 3 أيار 2013 بقلم فرانسوا سيرجان François Sergent

     من المفترض أن يكون استخدام الأسلحة الكيميائية خطاً أحمراً يُبرر التدخل في سورية ولاسيما من قبل الولايات المتحدة. ولكن التصميم الغربي يَضعُف مع تزايد الاتهامات الواضحة باتجاه بشار الأسد. إن أوباما والدبلوماسية الفرنسية والأوروبية الهزيلة يبحثان عن الأعذار لعدم القيام بأي شيء. من يتذكر الوعد الذي أطلقه فرانسوا هولاند في شهر تشرين الثاني بتسليح المعارضة بعد الاعتراف بها كممثل للشعب السوري؟ لقد تم التخلّي مرة أخرى عن السوريين بأيدي الجلادين المسلحين المدعومين من إيران وروسيا والصين. لم يتم القيام بأي شيء، لا من أجل مئة ألف قتيل ولا عشرات الآلاف الذين يتعرضون للتعذيب والاعتقال أو ملايين اللاجئين والنازحين.
     تتعرض سورية إلى القتل منذ سنتين تحت أعين المجتمع الدولي الذي سمح به، وذلك بعد الأمل الجميل بالربيع العربي. أظهر التحقيق الذي أجراه مراسلنا الخاص في حلب لوك ماتيو Luc Mathieu أن المساعدة الإنسانية لا تصل إلى الضحايا، وأن المواطنين الشجعان يُعبّرون عن غضبهم الشديد ضد الغرب ولاسيما ضد فرنسا. إن الذين يتظاهرون بتقديم دعمهم لم يقبلوا ولم يفهموا إطلاقاً تحرر الشعوب العربية، وتذرعوا بوجود المقاتلين الإسلاميين لتبرير انعدام إرادتهم. ولكن هذا العجز الغربي يُشكل أرضاً خصبة للمتطرفين. لا يجب أن نندهش من اعتقاد المعارضة بأن الدول العظمى تريد ترك سورية تقتل نفسها وتختفي كدولة. سيدفع الغرب طويلاً ثمن عدم تقديم المساعدة إلى بلد يُقتل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق