الصفحات

الأربعاء، ١٢ حزيران ٢٠١٣

(إيران، انتخابات رئاسية تحت السيطرة)

صحيفة اللوموند 11 حزيران 2013 بقلم الباحث كليمان تيرم Clément Therme

     كليمان تيرم هو عضو في مركز التحليل والدراسات الاجتماعية (Cadis) التابع لمدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية (EHESS). يحمل شهادة الدكتوراه في التاريخ الدولي من معهد الدراسات الدولية العليا للتنمية (IHEID)، وشهادة الدكتوراه بعلم الاجتماع من (EHESS). ألّف كتاباً بعنوان: (العلاقات بين طهران وموسكو منذ عام 1979) عام 2012، وساهم بالإشراف على دراسة بعنوان: (Iran and the Challenges of the Twenty-First Century) عام 2013.

     سيذهب الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع يوم الجمعة 14 حزيران لانتخاب رئيس إيراني جديد، من بين المرشحين الثمانية الذين اختارهم المجلس الدستوري. أوضح المرشد الأعلى أمام المرشحين أنه يطمح إلى منع الرئيس القادم من تقديم نفسه كمنافس له، إنها وسيلة لتحديد المجالات المخصصة حصراً بالمرشد الأعلى بخصوص السياسة الدولية.
     حصل جميع المرشحين على تأييد المؤسسات الثورية للدولة، ومن المستحيل أن يتجاوزوا بعض الخطوط السياسية التي حددها المرشد الأعلى مثل المسألة الفلسطينية أو البرنامج النووي. لا أحد يستطيع الخروج عن التوافق حول البرنامج النووي، والهدف المُعلن لجميع المرشحين هو السماح لإيران بالوصول إلى سيادتها النووية. بمعنى آخر، الوصول بشكل مستقل إلى السيطرة على جميع المراحل التكنولوجية النووية لكي تصل إيران إلى العتبة النووية.
     فيما يتعلق بالإستراتيجية الإقليمية الإيرانية، تُشكل الأزمة السورية أحد المجالات الخاصة بالمرشد الأعلى بسبب الطابع الإستراتيجي للتحالف بين الدولتين: لقد كانت سورية الحليف العربي الوحيد للجمهورية الإسلامية قبل الغزو الأمريكي للعراق عام 2013. إنه تحالف هام بالنسبة لطهران لأنه يسمح لها بالحفاظ على نوع من التوازن الإستراتيجي مع إسرائيل لمواجهة التهديدات بقصف المنشآت النووية الإيرانية. لا تملك إيران القدرة على القيام برد جوي على الهجوم الإسرائيلي المحتمل. لهذا السبب، تحاول طهران حماية الطريق الذي يسمح بمواصلة إرسال الأسلحة إلى حماس وحزب الله. هذا هو أحد أسباب الدعم الإيراني غير المشروط إلى دمشق. إن وصول مرشح معتدل إلى الرئاسة يمكن أن يؤدي إلى إعادة التوازن للإستراتيجية الإقليمية الإيرانية عبر تعزيز الحوار مع الإخوان المسلمين، ومحاولة التوصل إلى مساومة مع الغرب: أي مساهمة إيرانية في استقرار سورية وأفغانستان والعراق، مقابل مرونة أكبر في القيود التي ترغب الدول الغربية بفرضها على البرنامج النووي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق