الصفحات

السبت، ٨ حزيران ٢٠١٣

(في لبنان، حزب الله يحتفل بدون تحفّظ بالسيطرة على مدينة القصير السورية)

صحيفة اللوموند 7 حزيران 2013 بقلم مراسلتها في لبنان لور ستيفان Laure Stephan

      استعاد الجيش السوري وحزب الله اللبناني مدينة القصير الإستراتيجية صباح يوم الأربعاء 5 حزيران بعد انسحاب مقاتلي الجيش السوري الحر وجبهة النصرة الجهادية. عزا المتمردون هزيمتهم إلى نقص الأسلحة في مواجهة "الترسانة الهائلة" للقوات النظامية، و"التدخل الفاضح" لحزب الله. قالت المعارضة أنها مُصممة على متابعة المعركة "حتى تحرير" سورية، على الرغم من أن هذه الهزيمة الهامة تُذكّر بسقوط حي باب عمرو المتمرد في حمص في شهر شباط 2012.
      كانت مشاركة حزب الله حاسمة في الهجوم على القصير الذي بدأ بتاريخ 19 أيار، وأظهر الحزب انتصاره بدون تحفظ. خصص تلفزيون المنار فترات طويلة لاستعادة المدينة، وصوّر الأنفاق التي حفرها المتمردون (اعتاد الحزب الشيعي على حفر الأنفاق). قال الرجل الثاني في حزب الله نعيم قاسم: "برهنّا أن الرهان على إسقاط سورية هو وهم". وأكد أحد قادة الجيش في النظام السوري أن "مصير المتمردين إما الاستسلام أو الموت". وقال ضابط كبير إلى إحدى وسائل الإعلام اللبنانية: "من يُسيطر على القصير، يُسيطر على وسط البلد، ومن يُسيطر على وسط البلد، يُسيطر على سورية بأكملها".
      هناك معلومات متناقضة حول مصير المدنيين والجرحى. يؤكد المتمردون والجيش معاً إخلاء السكان الباقين في القصير. ولكن أحد الناشطين اللبنانيين أشار إلى هروب العديد من المدنيين إلى منطقة القلمون الواقعة بين لبنان ودمشق. يزداد الخناق على مدينة القصير، ويدل على ذلك أن نقل الجرحى المصابين بجروح خطيرة إلى لبنان توقف منذ يوم الأحد 2 حزيران. أشار مصدر إنساني إلى أنه كان من المفترض إخلاء مئات الجرحى، ولاسيما المقاتلين منهم، صباح يوم الخميس 6 حزيران باتجاه سهل البقاع، ولكن عملية الإخلاء تأخرت لأسباب أمنية. كان هؤلاء الجرحى متواجدون يوم الأربعاء 5 حزيران في قريتي الضبعة والبويضة الشرقية اللتان لجأ إليهما المتمردون. تأمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تتمكن من الذهاب إلى القصير بأسرع وقت ممكن.
      خسر حزب الله العديد من المقاتلين أثناء استعادة القصير، ولكن معاقل حزب الله في لبنان احتفلت بالسيطرة على هذه المدينة. أشار حسن زعيتر، النائب عن منطقة الهرمل التي تعرضت منذ بداية الهجوم لبعض قذائف المتمردين، إلى "ارتياح" سكان هذه المنطقة معقل حزب الله، وقال: "بالنسبة لنا، إنها عودة الأمن. كانت الحياة مُتجمدة". ولكن "عودة الأمن" تبقى نسبية في بعض المناطق الشيعية في لبنان. لقد سقطت أربع قذائف على مدينة بعلبك مساء يوم الأربعاء 5 حزيران، وأدت إلى جرح شخصين. قال رئيس المتمردين سليم إدريس: "إن قيام عناصر ميليشيات حزب الله بغزو الأرض السورية، يسمح لنا بمقاتلة رجال حزب الله في لبنان".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق