الصفحات

السبت، ٢٢ حزيران ٢٠١٣

(هولاند يريط "تطبيع" العلاقات بين باريس والدوحة)

صحيفة الفيغارو 22 حزيران 2013 بقلم آلان بارليويه Alain Barluet

     كانت علاقات فرنسا واضحة ومستمرة مع قطر أثناء رئاسة نيكولا ساركوزي الذي كان في قطر قبل أسبوعين. لا شك أن هذا الإرث هو أحد العوامل التي دفعت فرانسوا هولاند إلى عدم الإسراع بزيارة قطر التي سيزورها يومي السبت والأحد 22 و23 حزيران. قام أحد مستشاري قصر الإليزيه بتلخيص نيّة الرئيس الفرنسي قائلاً: "التطبيع بدون الابتعاد" للعلاقة مع شريك تاريخي وإستراتيجي. كما أن الإليزيه يهدف عبر هذه الزيارة إلى إظهار أنه "لا يوجد تناقض" بإقامة علاقة وثيقة في الوقت نفسه مع الرياض وأبو ظبي والدوحة.
     إن قطر طرف مُحاور لا يمكن تجاوزه فيما يتعلق بالأزمة السورية عصية الحل. سيجري مؤتمر وزاري يضم أحد عشرة دولة من "أصدقاء سورية" في الدوحة يوم السبت 22 حزيران قبل وصول فرانسوا هولاند الذي سيقوم بزيارة خاطفة إلى الأردن مساء يوم الأحد 23 حزيران.
     على الصعيد العسكري في سورية، هناك خطر جدي بانقلاب موازين القوى لصالح النظام الذي تجاوز "الخط الأحمر" باستخدامه للأسلحة الكيميائية، ويستفيد من دعم حزب الله والمقاتلين الشيعة الإيرانيين والعراقيين. أصبحت آفاق المؤتمر الدولي جنيف 2 غامضة أكثر من أي وقت مضى. ولذلك، سيتشاور "أصدقاء سورية" حول الطريقة اللازمة لتنسيق مساعداتهم إلى المتمردين، ومن ضمنها الأسلحة المضادة للطائرات والدبابات. ربما تؤدي الصعوبات التي يواجهها التمرد إلى دفع فرانسوا هولاند نحو الموافقة على تقديم بعض المعدات العسكرية التي طالب بها الجنرال سليم إدريس في الأسبوع الماضي. ستتم مناقشة هذا الموضوع بين الرئيس الفرنسي والأمير القطري.
     في مواجهة المخاوف المتعلقة بالدعم القطري إلى الحركات الجهادية الأكثر راديكالية، أكد أحد المقربين من الرئيس الفرنسي أن فرانسوا هولاند "سيطالب بالثقة  والوضوح والتنسيق". ولكن هامش المناورة محدود جداً في هذا الرهان الكبير الذي يشمل السنة والشيعة وتشارك فيه قطر بنشاط. وأكد أحد مستشاري الرئيس الفرنسي: "ولكننا لسنا في وضع يسمح لنا برفض الاستثمارات الأجنيبة". يعتبر مستشارو الرئيس الفرنسي أن الملف "الإستراتيجي الأهم" هو ملف طائرات رافال الفرنسية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق