الصفحات

الاثنين، ١٧ حزيران ٢٠١٣

(القاهرة تقطع علاقاتها مع النظام السوري)

صحيفة الفيغارو 17 حزيران 2013 بقلم مراسلتها في القاهرة دولفين مينوي Delphine Minoui

     أعلن الرئيس المصري محمد مرسي مساء يوم السبت 15 حزيران قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق بشكل كامل، وإغلاق سفارة دمشق في مصر، واستدعاء القائم بالأعمال المصري في العاصمة السورية. كما دعا إلى إقامة منطقة حظر جوي فوق سورية، وأدان تدخل حزب الله الشيعي اللبناني إلى جانب القوات السورية. تم اعتبار تصريحات الرئيس المصري على أنها مؤشر لدعم النداء الذي وجهه العديد من علماء الدين السنة إلى الجهاد في سورية. كان العديد من الشخصيات الدينية الهامة من مصر والعالم العربي ـ الإسلامي قد قاموا يوم الخميس 13 حزيران بالدعوة إلى الحرب المقدسة في سورية ضد نظام بشار الأسد الطائفي أثناء اجتماع لهم في القاهرة. تُظهر هذه الدعوة الطابع الطائفي المتزايد أكثر فأكثر للنزاع السوري، وازدادت حدته مؤخراً بسبب المساعدة العسكرية التي  يقدمها حزب الله الشيعي اللبناني إلى جيش النظام.
     صرّح أحد الناطقين الرسميين باسم الإخوان المسلمين في مصر إلى وكالة رويترز للأنباء يوم الجمعة 14 حزيران أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي حتى الآن حول مسألة النداء الموجه إلى المصريين للقتال في سورية. وكان مستشار الرئيس المصري للشؤون الخارجية خالد القزاز قد أشار يوم الخميس 13 حزيران إلى أن الحكومة لا تمنع المصريين من التطوع للذهاب إلى سورية، وبشكل خاص من أجل عمليات الإغاثة.
     يُمثل تصريح مرسي دعوة شبه واضحة لدعم الجهاد، الأمر الذي قد يُشجع راديكالية بعض الإسلاميين، وتأثير ذلك على المستوى الأمني. قال الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ضياء رشوان: "تخشى الكثير من الدول العربية تكرار السيناريو الأفغاني. لديهم أسبابهم التي تبرر هذا الخوف. لدينا العديد من الحالات التي غادر فيها البعض إلى أفغانستان، ثم عادوا وقاموا بالجهاد الداخلي". اعتبر النظام السوري أن تصريحات الرئيس المصري عمل "غير مسؤول"، وأشارت المعارضة المصرية إلى أن هذه التصريحات وسيلة لتحويل الأنظار عن المظاهرة المرتقبة ضد محمد مرسي بتاريخ 30 حزيران.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق