الصفحات

الأحد، ١٦ حزيران ٢٠١٣

(موسكو تشك بأن واشنطن تحاول خداعها)

صحيفة الفيغارو 15 حزيران 2013 بقلم بيير أفريل Pierre Avril

     إذا كانت نية أوباما جر شريكة الروسي إلى فخ، فإن روسيا تعرف ذلك. بهذا الشكل يجب فهم ردود الفعل الروسية الحذرة على إعلان البيت الأبيض بأن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية.  أشار مستشار السياسة الخارجية في الكريملين يوري أوشاكوف Youri Iouchakov إلى أن روسيا كانت تعرف سابقاً، وبشكل مباشر من قبل شريكها الأمريكي، باستخدام غاز الساران، وقال أن هذه المعلومات "لا تبدو له مُقنعة"، وأضاف: "كان من المهم بالنسبة للأمريكيين أن يلعبوا على حقيقة أنه تم نقل المعلومات" إلى روسيا، كما لو أن موسكو ترى في الإعلان الأمريكي نوعاً من الخدعة.
     كان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما أليكسي بوشكوف Alexeï Pouchkov أكثر تشدداً. يقوم بوشكوف بدور المتشدد في الدبلوماسية الروسية، وكتب على حسابه في تويتر أن المعلومات الأمريكية كانت "مُفبركة"، وقارنها مع تصريحات جورج بوش عام 2003 حول "أسلحة الدمار الشامل لدى صدام حسين"، وتهكّم قائلاً: "يتابع أوباما الطريق نفسه الذي سلكه بوش". ولكن الكريملين تحفظ على هذا التشبيه، ولا يريد اعتبار التصريحات الأمريكية ذريعة لاتخاذ موقف معادي في هذه المرحلة، من أجل إتاحة الفرصة أمام انعقاد المؤتمر الدولي وتأكيد زعامتها الدبلوماسية.
     تشعر موسكو بالقلق من الضغوط التي تُمارس على واشنطن من قبل حلفائها، وتسعى روسيا إلى إجهاض المحاولة الأمريكية بإقامة منطقة عازلة في سورية وتسليح المتمردين. إن هذه المحاولة تتحول تدريجياً إلى مشروع. عبّر وزير الخارجية عن خشيته من "انزلاق" المفاوضات الدولية، وقال أن "هذه الرسائل الأمريكية لا يمكن فهمها بدون إشاعة القلق". إن أي تدخل عسكري أمريكي، حتى لو كان غير مباشر، سيدفع موسكو بدورها إلى تسليم النظام السوري صواريخ S300، الأمر الذي سيجعل "جنيف 2" لاغياً. ترغب موسكو بتجنب هذا السيناريو بأي ثمن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق