الصفحات

الاثنين، ٣ حزيران ٢٠١٣

(تركيا: أردوغان أو نشوة السلطة)

 افتتاحية صحيفة اللوموند 3 حزيران 2013

     هل هو "ربيع تركي" في طور الولادة؟ هل ساحة تقسيم (Taksim) هي "ساحة تحرير" استانبول كما يدّعي البعض؟ لا شك أن الاضطرابات التي بدأت هذا الأسبوع في ساحة تقسيم ستكون علامة منعطف سياسي كبير في تركيا. بدأت الاضطرابات مع حفنة من المتظاهرين "الهامشيين" كما يصفهم رئيس الحكومة طيب أردوغان، من أجل الحفاظ على جزء من حديقة عامة، ثم تحولت إلى حركة واسعة ضد سياسة رئيس الحكومة. تشمل هذه الحركة جميع الأحزاب السياسية من  أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وأظهرت جميع الانتقادات المتراكمة ضد الذي يحتكر السلطة منذ عشر سنوات. يُعبّر العلمانيون يومياً عن قلقهم أكثر فأكثر من تغلغل الدين في الساحات العامة وتحويله إلى أداة من أجل الحكم من قبل أردوغان.
     جرى التصويت خلال عدة أيام على قانون لتقييد استهلاك الكحول، وإصدار حكم بالسجن لمدة 13 عشراً ضد المفكر الأرمني سيفان نيسانيان Sevan Nisanyan بتهمة "التجديف" بعد انتقاده للرسول محمد. كما دعت بلدية أنقرة السكان إلى "الإلتزام بسلوك يتطابق مع القيم الأخلاقية". كما قامت أحزاب اليسار واليسار المتطرف والطلاب والمنظمات النقابية بتوجيه انتقادات عنيفة لقمع المتظاهرين ولموجات الاعتقال التي يتعرضون لها منذ أشهر تحت اسم مكافحة الإرهاب. كما يعتبر العلويون الأتراك، أقلية ليبرالية داخل الإسلام، أنهم ضحية سياسة تمييز عرقية من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية التي لا تعترف بخصوصيتهم الثقافية. والقائمة طويلة. يُدين الجميع بصوت واحد الانحرافات التسلطية لرئيس الحكومة التركية، وأسلوبه العنيف، ومشاريع المدن التي تُعبّر عن جنون العظمة وعن نظام المحسوبيات الذي بناه في استانبول عندما كان رئيساً لبلديتها قبل عشرين عاماً.
     انتصر أردوغان بشكل واضح في الانتخابات التشريعية عامي 2007 و2011، الأمر الذي سمح له بالتخلص من السلطة المضادة داخلياً، مثل الجيش والجهاز البيروقراطي والقضائي بالإضافة إلى وسائل الإعلام التي كانت تنتقده سابقاً، ولكنها أصبحت وسيلة في خدمة حزب العدالة والتنمية ورئيسه.

     يتمنى أردوغان الفوز بالانتخابات الرئاسية عام 2014 بعد أن يقوم بتعديل الدستور بشكل يسمح بتحويل تركيا إلى نظام رئاسي. يخشى الكثيرون أن يتحول ذلك إلى سياسة متشددة جديدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق