الصفحات

الجمعة، ٢١ حزيران ٢٠١٣

(العراق: في الدوامة السورية)

مجلة النوفيل أوبسرفاتور الأسبوعية 20 حزيران 2013 بقلم رونيه باكمان René Backmann

     هل أصبح العراق مهدداُ بعودة الصراع الطائفي الدامي الذي وقع خلال عامي 2006 و2007؟ إنه خطر حقيقي. أدت عمليات التفجير ذات الدوافع السياسية ـ الدينية إلى مقتل 460 شخصاً في شهر نيسان، وأكثر من ألف شخص في شهر أيار الذي كان الأكثر دموية منذ خمس سنوات. اعتبر أحد الممثلين المحليين للأمم المتحدة أن "العراق مُستعد للانفجار".
     تُعزى بقايا الإرهاب الذي استمر بعد عام 2008 إلى الفراغ الدستوري واستبداد رئيس الوزراء نوري المالكي وبعض الصراعات الغامضة بين الميليشيات الطائفية أو إلى إعادة الإعمار الاقتصادية الفوضوية. ولكن عمليات التفجير تزايدت منذ عام، وتُعبّر عن مواجهة تتجاوز الحدود العراقية. إنها تعبير عن العداء المتزايد بين  الطائفتين الشيعية والسنية، ويرتبط هذا العداء بالأزمة السورية وتداعياتها على المنطقة بأسرها.
     بدأت حركة الاحتجاج السلمية في سورية ضد النظام الدكتاتوري السوري بشهر آذار 2011، ثم تحولت إلى تمرد مسلح، ثم إلى حرب أهلية طائفية عندما تدخل جيران دمشق في المعركة، وأصبحت سورية ساحة للنزاع القديم بين المذهبين السني والشيعي. تحكم الأقلية العلوية دمشق منذ أكثر من أربعين عاماً، وتحظى بدعم إيران الشيعية وميليشيا حزب الله الشيعي اللبناني. يواجه العلويون في دمشق تمرداً ذي أغلبية سنية، ويحظى هذا التمرد بالدعم والسلاح من السعودية وقطر السنيتين بمساعدة من الجهاديين السنة، الأجانب أحياناً، سواء كانوا مُرتبطين بتنظيم القاعدة أم غير مرتبطين به.

     تُسيطر الأغلبية الشيعية على السلطة في العراق حالياً. ازداد انخراط العراق بالحرب السورية عبر تواجده لدى المعسكرين. إن المجال الجوي العراقي مفتوح أمام الطائرات الإيرانية التي تنقل الذخيرة إلى الجيش السوري بمساعدة بعض المتطوعين الشيعة العراقيين. كما تقوم ميليشيات المعارضة السنية العراقية بالقتال إلى جانب التمرد السوري. إن حركة انتقال السلاح والمقاتلين والنفط والتوابيت عبر الحدود تُساهم يوماً بعد يوم بانتشار النزاع السوري إلى العراق. هذا النزاع السوري الذي يُقسّم لبنان أيضاً. إن شبح الانفجار الطائفي يُخيم على الشرق الأوسط، ما هي الخطوط الحمر التي يمكنها احتواءه؟  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق