الصفحات

الثلاثاء، ١٨ حزيران ٢٠١٣

(سورية: بوتين يُخيف قمة الثمانية في إيرلندة الشمالية)

صحيفة الليبراسيون 18 حزيران 2013 بقلم مراسلتها الخاصة في إيرلندة الشمالية سونيا ديليسال ستولبر Sonia Delesalle-Stolper

     كما كان متوقعاً، لن تتوصل قمة الثمانية في إيرلندة الشمالية إلى تسوية حول المسألة السورية، ولا حتى إلى مجرد تقدم بسيط. كان وزير الخارجية البريطاني صريحاً حول هذه المسألة، وأكد أنه في الوقت الحالي "لا يوجد حل مقبول" بالنسبة لسورية. كان رئيس الوزراء البريطاني قد أجرى مؤتمراً صحفياً مع وسائل الإعلام الأجنبية قبل عدة أيام من قمة الثمانية، وأكد تصميمه على إحراز تقدم في هذا الملف،ولاسيما تنظيم مؤتمر للسلام في جنيف يجمع أطراف النزاع. ولكن المؤتمر الصحفي مع بوتين يوم الأحد 16 حزيران قبل افتتاح القمة رسمياً كان كافياً لتبريد الأجواء.
     أكد فلاديمير بوتين بعد اللقاء الثنائي في داوننغ ستريت أن روسيا لن تتخلّى عن حكومة بشار الأسد. لقد أصغى الرئيس الروسي إلى دافيد كاميرون بدون أية ابتسامة، وظهرت عليه علائم الإنزعاج عندما أكد كاميرون إرادته في التقدم على هذا الملف. قال فلاديمير بوتين: "تحترم روسيا القواعد الدولية، ولا تنتهك أي اتفاق دولي" من خلال بيع الأسلحة إلى "الحكومة السورية الشرعية"، وأضاف أنه "من الأفضل أن يقوم المجتمع الدولي بالأمر نفسه، ويحترم القواعد الدولية". بعبارة أخرى، إن احتمال تسليح المتمردين الذي تحدث عنه باراك أوباما لن يكون مقبولاً بالنسبة لروسيا. كما لم يتردد بوتين بوصف المتمردين بأنهم "أكلة لحوم البشر"، وأضاف أن مثل هذا التصرف يتعارض مع "القيم  الإنسانية والثقافية" في أوروبا. كما عبّر الرئيس الروسي عن شكوكه تجاه قيام نظام بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية. ظهر الارتباك على كاميرون، واكتفى بالحديث بضعة كلمات حول فكرة "البحث عن نقاط اتفاق، بدلاً من التأكيد على الاختلافات".
     أظهر رئيس الوزراء البريطاني حذراً شديداً تجاه إمكانية تسليح المتمردين السوريين، وقال عدة مرات: "لم يتم اتخاذ أي قرار". لا يحظى دافيد كاميرون بدعم كامل من حكومته ولا من حزبه. هناك تردد لدى الليبراليين الديموقراطيين الذين يشاركون بالحكومة، كما عبّر العديد من الأعضاء الهامين في الحزب المحافظ عن معارضتهم لإرسال الأسلحة. بالنسبة لرئيس بلدية لندن بوريس جونسون  الذي يُنظر إليه كخليفة مُحتمل لدافيد كاميرون، فقد اعتبر أن إرسال الأسلحة يعني: "تسليم السلاح إلى أيدي المجانين". كما أنه من غير المُحتمل تبني بعض المبادرات الأخيرة مثل فرض منطقة حظر جوي فوق سورية. قال وزير الخارجية الروسي ألكسندر لوكاشيفيتش Alexandre Loukachevitch البارحة 17 حزيران قائلاً: "لا أعتقد بأننا سنسمح بمثل هذا السيناريو".
     جرى لقاء ثنائي بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفرانسوا هولاند البارحة 17 حزيران، واتفقا على "ضرورة التقدم في عملية جنيف من أجل التوصل إلى إنجاح عملية سياسية وإيقاف العنف"، بدون الإشارة إلى أي تاريخ محدد. أظهر فرانسوا هولاند بعد وصوله إلى إيرلندة الشمالية صباح البارحة 17 حزيران أنه ليس متفائلاً جداً باحتمال تحقيق تقدم على الملف السوري، وقال: "أعتقد أنه يجب ألا نتوهم كثيراً، لن نجد الحل هنا في قمة الثمانية. ولكن يمكن أن يكون ذلك مرحلة، يمكن أن يكون لحظة يعي فيها الجميع هذه الفترة التي نعيشها، والتي تعيشها سورية: مئة ألف قتيل وتدمير يومي للبلد. لا تستطيع روسيا البقاء لا مبالية، ولم يعد بإمكانها تصور وجود حل مع بشار الأسد. كيف يمكن القبول أن تستمر روسيا بإرسال الأسلحة إلى جيش بشار الأسد، في حين لا تحصل المعارضة إلا على القليل من الأسلحة، وهي تتعرض اليوم للقتل؟. نستطيع العمل من أجل انعقاد مؤتمر جنيف بأسرع وقت".
     يُشبه مؤتمر جنيف شيئاً ننتظره دون أن يأتي أبداً. ما زال الهدف الرسمي هو  التوصل إلى تنظيمه في شهر تموز، ولكن لا شيء في الوقت الحالي يسمح بالاعتقاد أن قمة الثمانية ستسمح بالتقدم في هذه المسألة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق