الصفحات

الثلاثاء، ٤ حزيران ٢٠١٣

(لبنان يخشى وصول معركة القصير إلى أراضيه)

صحيفة اللوموند 4 حزيران 2013 بقلم مراسلتها في بيروت لور ستيفان Laure Stephan

     استيقظ سكان بيروت صباح يوم الأحد 2 حزيران على ضجيج اعتادوا عليه هو صوت الطائرات الإسرائيلية المقاتلة التي كانت تُحلق على ارتفاع منخفض فوق العاصمة اللبنانية. بعد عدة ساعات، عرفوا بوقوع اشتباكات دامية على الحدود اللبنانية ـ السورية بين حزب الله والمتمردين السوريين. أدت هذه الاشتباكات إلى مقتل حوالي خمسة عشر شخصاً أحدهم من حزب الله. لا يمر يوم بدون سماع أخبار تبعث على القلق حول لبنان واستقراره الهش، وذلك منذ بداية هجوم الجيش السوري بتاريخ 19 أيار لاستعادة مدينة القصير من أيدي المتمردين، وقيام حزب الله بإرسال مئات المقاتلين إلى جانب النظام.
     هناك أمور غامضة تُحيط بسير المواجهات التي وقعت مساء يوم السبت 1 حزيران على مسافة عدة كيلومترات من معقل حزب الله في بعلبك. تتعلق هذه الأمور الغامضة أولاً بهوية المتمردين الذين نصبوا موقعاً لإطلاق القذائف الصاروخية باتجاه لبنان، نقلاً عن مصادر أمنية محلية. أشارت هذه المصادر الأمنية إلى أنهم متمردون من الجيش السوري الحر، وأكد تلفزيون الميادين المُقرّب من حزب الله أنهم عناصر من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، ويقاتلون إلى جانب الجيش السوري الحر في القصير، وأنهم قُتلوا أثناء الاشتباكات التي جرت بالقرب من قرية عين جوزة بالقرب من الحدود السورية. من الصعب معرفة الخط الفاصل بين الجانبين في هذه المنطقة الجبلية.
ـ أكدت مصادر في المعارضة وقوع هذه المعارك، وتبدو كأنها امتداد لمعركة القصير. حضّ زعيم المتمردين سليم إدريس يوم الثلاثاء 28 أيار الرئيس اللبناني ميشيل سليمان على العمل من أجل أن يقوم حزب الله بسحب رجاله من المدينة السورية. لم ينجم أي شيء عن هذا التصريح، والرئيس اللبناني عاجز تماماً تجاه الميليشيا الشيعية القوية.
     ازداد سقوط قذائف المتمردين في الأيام الأخيرة على معقل حزب الله في منطقة الهرمل التي تبعد حوالي عشرة كيلومترات عن القصير. كما سقطت عدة قذائف على عدة قرى مجاورة في بعلبك يوم السبت 1 حزيران. يخشى اللبنانيون أكثر فأكثر من أن يؤدي العداء بين حزب الله وجبهة النصرة إلى اشتعال لبنان. هناك خوف متصاعد من أن تدفع المناطق الشيعية التي يسيطر عليها حزب الله ثمن تدخله في سورية. بدأ نزاع القصير يأخذ طابعاً طائفياً أكثر فأكثر، والدليل على ذلك هو النداء الذي وجهه نجم تلفزيون الجزيرة الداعية يوسف القرضاوي إلى المسلمين السنة من أجل القتال في سورية، ووصف حزب الله بأنه "حزب الشيطان"، وقال: "كيف يمكن لمئة مليون شيعي في العالم أن ينتصروا على 1.7 مليار من السنة؟ السبب الوحيد هو ضعف المسلمين السنة".
     تقف العديد من دول مجلس التعاون الخليجي، مثل قطر والسعودية، في طليعة الدول التي ترسل السلاح إلى التمرد السوري ذي الأغلبية السنية. أدانت هذه الدول يوم الأحد 2 حزيران "التدخل الفاضح لحزب الله في سورية"، وأعلنت عن عقوبات مُحتملة ضد الحزب.

     يقوم تلفزيون المنار مساء كل يوم في نهاية نشرة الأخبار، بشكل أصبح مألوفاً، بذكر أسماء "الشهداء" الجدد الذين سقطوا في المعارك المستمرة بالقصير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق