الصفحات

الأربعاء، ١٢ حزيران ٢٠١٣

(استمرار التصعيد الكلامي بين بنيامين نتنياهو وبشار الأسد)

صحيفة الفيغارو 12 حزيران 2013 بقلم مارك هنري Marc Henry

     إن التهديدات الحالية ليست مُستترة بين إسرائيل وسورية اللتان تتحدثان علناً عن إمكانية وقوع مواجهات مسلحة. حذّر بنيامين نتنياهو بلهجة حازمة قائلاً: "سنضرب من يضربنا أو من يهدد بضربنا. نحن مستعدون لمواجهة جميع السيناريوهات". كذلك الأمر بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد الذي حقق تقدماً ميدانياً هاماً خلال الأيام الأخيرة في مواجهة القوات المتمردة، فقد تحدث عدة مرات عن فتح "جبهة مقاومة" على هضبة الجولان التي تفصل بين البلدين.
     إن المجهول الأكبر هو ردة فعل الدولة العبرية على تسليم أسلحة إيرانية أو روسية جديدة إلى حزب الله عبر الأراضي السورية. قامت الطائرات الإسرائيلية سابقاً بثلاث غارات جوية ضد بعض هذه الشحنات بالقرب من دمشق، دون أن تتبنى مسؤوليتها علناً. لم يرد عليها جيش بشار الأسد المُنشغل جداً بالقتال ضد المعارضين. ولكن الرئيس السوري، المدعوم من روسيا، حذّر من أنه سيرد في حال وقوع اعتداء جديد. وصلت هذه الرسالة إلى إسرائيل بوضوح، ولكن بنيامين نتنياهو وقادة الجيش يرفضون السماح لحزب الله بالحصول على أسلحة متطورة يمكن استخدامها لاحقاً ضد إسرائيل. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "سنفعل كل شيء لمنع وصول مثل هذه الأسلحة إلى حزب الله".
     بمعنى آخر، إن قيام إسرائيل بهجمات جديدة يمكن أن يتسبب بتصعيد لا يمكن السيطرة عليه. أكد مؤخراً قائد سلاح الطيران الإسرائيلي الجنرال أمير إيشل Amir Eshel: "يمكن أن تنشب الحرب بدون أي تحذير". كما حذّر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ياكوف أميدرور Yaakov Amidror من أن إسرائيل ستعرف كيف تمنع أن تصبح أنظمة الصواريخ S300 "جاهزة للإستخدام"، وذلك بعد أنه أكدت روسيا بأنها تريد بيعها إلى بشار الأسد.

     تُعبّر هذه التصريحات عن توتر عصبي حقيقي بعد النجاحات التي حققها الجيش السوري ضد المتمردين. تُشير تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن حزب الله ربما نشر أكثر من ثلاثة ألاف جندي في سورية لدعم الجنود الذين ما زالوا يؤيدون نظام بشار الأسد. أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة نقلاً عن مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن انتصار بشار الأسد سيُشكل في هذه الظروف "أسوأ الأمور الممكنة من وجهة النظر الإسرائيلية". وأكد هؤلاء المسؤولين: "في هذه الحالة، سيكون بقاء الرئيس السوري في السلطة بسبب دعم حزب الله وإيران اللذان قدما له الأسلحة والمستشارين العسكريين والمال، وسيتحول إلى مجرد دمية بيد طهران". باختصار، ستواجه إسرائيل مركزاً إيرانياً متقدماً على هضبة الجولان بعد أربعين عاماً من الهدوء على حدودها الشمالية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق