الصفحات

الجمعة، ٧ حزيران ٢٠١٣

(فيليو: المطلوب من الشعب السوري أن يستسلم للمجازر)

صحيفة الفيغاور 6 حزيران 2013 ـ مقابلة مع الأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس جان بيير فيليو Jean-Pierre Filiu ـ أجرت المقابلة إيزابيل لاسير Isabelle Lasserre

سؤال: هل ستساهم التصريحات الفرنسية  الأخيرة في تسريع التدخل العسكري في سورية من قبل المجتمع الدولي؟
جان بيير فيليو: يجب بالتأكيد توجيه التحية إلى لغة الحقيقة التي اعتمدتها باريس حول موضوع حافظنا فيه عمداً على الغموض والإجراءات المؤقتة منذ صيف عام 2012. ولكن لا أعتقد أن التدخل مطروح على الطاولة. إن الثورة السورية لا تطلب التدخل، وتُطالب فقط بتزويدها بأسلحة مضادة للطائرات والدبابات بشكل يسمح لها بالقتال ضد قوات النظام بفعالية. كانت فرنسا مستعدة لتسليحهم في شهر آذار الماضي، ولكنها اضطرت للتراجع أمام الضغوط الأمريكية.
سؤال: كنتم في الولايات المتحدة قبل فترة قصيرة: كيف تُفسّرون موقف الإدارة الأمريكية حول الأزمة السورية وحول الأسلحة الكيميائية؟
جان بيير فيليو: إنه قرار شخصي من باراك أوباما. يريد الرئيس الأمريكي القيام بمساومة كبيرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول إيران وسورية قبل أن يستدير نحو الرهانات الآسيوية الكبرى ونحو الصين. خلال هذا الوقت، إن المطلوب من الشعب السوري هو الاستسلام للمجازر بصمت. يواجه باراك أوباما تناقضات كبيرة جداً بين تصريحاته الحازمة جداً حول الخط الأحمر قبل عدة أشهر، وبين رفضه الإعلان عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية لكي لا يكون مضطراً لاتخاذ موقف حاسم. إن البراهين المُقدّمة اليوم تؤكد أن الموقف الأمريكي حول سورية لا يمكن الدفاع عنه. ولكن هذا الموقف ما زال مستمراً رغم كل شيء، ورغم تدخل وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون لدى البيت الأبيض. لقد أثارت هذه المسألة جدلاً كبيراً في الولايات المتحدة. يريد باراك أوباما التخلص من الإرث المشؤوم المتعلق بالعراق وأفغانستان. إن السيناتور الأمريكي جون ماكين يؤيد بقوة تسليح المتمردين، ولكن مصداقيته انهارت بسبب مواقفه الداعية للحرب خلال الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2008. يؤيد باراك أوباما العزلة الداخلية ضد البديهيات الخارجية، ويدفع الشعب السوري ثمن ذلك.
سؤال: برأيكم، هل هناك فرصة لانعقاد المؤتمر الدولي جنيف 2؟
جان بيير فيليو: إن آفاق هذا المؤتمر تبدو غير واقعية أكثر فأكثر. هذه هي النتيجة المنطقية للتعامي الدولي المشترك من قبل الأمم المتحدة وواشنطن وموسكو، هذا التعامي الذي يُنكر حقيقة النزاع  السوري، ويُركز على المناورات الدبلوماسية الكبرى. إن الحقيقة المأساوية هي الحرب التي تقودها إيران وحزب الله وروسيا ضد الشعب السوري. بالمقابل، ليس هناك أحد للمقاومة في وجه تصميم الدكتاتور بشار الأسد المُستعد لتدمير بلده في حال تهديد سلطته.   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق