الصفحات

الجمعة، ٧ حزيران ٢٠١٣

(الأسلحة الكيميائية في سورية: باريس ولندن تتصرفان بمفردهما)

صحيفة الفيغارو 6 حزيران 2013  بقلم إيزابيل لاسير Isabelle Lasserre

     قالت فرنسا بصوت عال ما تُفكّر به العواصم الغربية بصوت مُنخفض عندما  أكدت "تجاوز الخط الأحمر" بخصوص استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وطرحت مسألة الرد "حتى بشكل مسلح". من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى اختلافات ـ حقيقية أو مفترضة ـ مع البيت الأبيض الذي حاول عبثاً دفن ملف الأسلحة الكيميائية، ويُطالب الآن ببراهين جديدة قبل تحديد موقفه. طلب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من فرنسا يوم الأربعاء 5 حزيران أن تنشر معلوماتها حول استخدام غاز الساران، وأشار إلى أنه على اتصال مع لوران فابيوس، وعلّق قائلاً: "من الواضح أنه تصريح هام جداً، واكتشاف هام جداً". ولكن هل وضعت فرنسا نفسها في وضع صعب مع الولايات المتحدة؟ قال مصدر دبلوماسي فرنسي: "ليس لدينا الخيار. فيما يتعلق بموضوع بهذه الأهمية، إن واجبنا هو إعلان الحقيقة والشفافية. ولا تهم النتائج". تأمل فرنسا تحريك الخطوط الدبلوماسية، تابع المصدر الدبلوماسي الفرنسي حديثه قائلاً: "نأمل من وراء هذه المبادرة التسبب بتغيير إيجابي في الوضع المتجمد حتى الآن. إن الروس الذين يدعمون نظام دمشق قد أدانوا في الحقيقة استخدام الأسلحة الكيميائية". بالنسبة لباريس، إنها محاولة للضغط على نظام بشار الأسد وعلى واشنطن وبقية الأطراف الدولية الكبرى. بالنسبة لباريس وواشنطن، ما زال الهدف المعلن هو مؤتمر جنيف 2. قال أحد الدبلوماسيين: "ما زال هدفنا الحصول على قرار سياسي حول النزاع، والبقاء ضمن الشرعية الدولية". إذا كان باراك أوباما يعتبر أن التحفظ وضبط النفس هما أفضل الوسائل لضمان المؤتمر الدولي، فإن فرنسا لا تستبعد تغيير اللعبة من خلال خلط الأوراق بشكل مفاجىء.

     يبقى أن وسائل التحرك بالنسبة لفرنسا ما زالت محدودة اليوم، وهي لا تملك الوسائل ولا الإرادة بالتدخل وحيدة في سورية. تريد باريس أن تضع شركاءها أمام مسؤولياتهم من خلال إرسال الملف إلى لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، والأمل بإحالته إلى مجلس الأمن لاحقاً. بالانتظار، من غير المؤكد أن تساهم المعلومات الفرنسية الجديدة في تسهيل تنظيم جنيف 2، بل ويمكن أن تُفاقم الخلافات بين الأطراف المتنازعة. إن الأمريكيين بحاجة إلى الروس من أجل إستئناف الخيار  الدبلوماسي وحضور جميع أطراف النزاع على طاولة المؤتمر. ولكن الملف الكيميائي أربك موسكو التي أشارت سابقاً إلى أن انعقاد مؤتمر جنيف 2 غير ممكن قبل شهر تموز. لقد قامت فرنسا وبريطانيا بإرباك الوضع من جديد، وذلك بعد أن دافعتا في الربيع الماضي عن تسليح المتمردين السوريين. لا شك أنه لا يمكن تقييم نتائج ذلك إلا بعد مرور عدة أيام. يأمل الأمريكيون  الاستفادة من هذا الوقت من أجل التأثير على الموقف الروسي وإنقاذ مؤتمر جنيف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق