الصفحات

الجمعة، ١٤ حزيران ٢٠١٣

(لدينا شعور بأن فرنسا أصبحت عدونا)

صحيفة الفيغارو 14 حزيران 2013 ـ مقابلة مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي ـ أجرى المقابلة مراسلها الخاص في إيران جورج مالبرونو Georges Malbruont

سؤال: هل ستكون هناك اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة بعد الانتخابات الرئاسية في إيران؟
علي أكبر صالحي:  تقول إيران دوماً أن الاتصالات المباشرة مع الولايات المتحدة ليست خطاً أحمراً. أكد مرشدنا الأعلى بنفسه قبل ثلاثة أشهر أنه لا يوجد  اعتراض على مثل هذه الاتصالات. ولكن المشكلة هي نقص الثقة من الجانبين. نحن نعاني من ذلك.
سؤال: هل يسعى الغرب إلى تغيير النظام الإيراني أم إلى إصلاحه؟
علي أكبر صالحي: لا أعتقد أن الدول الغربية تسعى إلى تغيير النظام. لقد توصلوا إلى نتيجة مفادها أن إيران طرف أساسي في الشرق الأوسط، ولكنهم ما زالوا يعتقدون بأن الدول على طريق التنمية لا يجب أن تكون قادرة على البروز على الساحة الدولية. إن أفضل طريقة لحل خلافاتنا هي التفاوض وليس المواجهة. في هذا الإطار، إن إيران مستعدة للاعتراف بالمصالح الأمريكية والأوروبية، ولكننا ننتظر أن يعترفوا بمصالحنا في المنطقة أو على الصعيد النووي.
سؤال: ماذا سيحصل في حال وقوع هجوم إسرائيلي على إيران؟
علي أكبر صالحي: لا أعتقد بوقوع هجوم إسرائيلي. إن إسرائيل ليس في وضع يسمح لها بالقيام به، وليس لديها القدرة على ذلك. يعرف الإسرائيليون أيضاً أن الرد الإيراني سيكون قاسياً جداً. لا أحد يستطيع التنبؤ بتداعيات مثل هذا الهجوم.
سؤال: تقوم إيران بمساعدة سورية عسكرياً. هل ما زالت تدعم الحل الدبلوماسي للنزاع؟
علي أكبر صالحي: يحق للشعب السوري الحصول على الديموقراطية والانتخابات العادلة والتعددية الحزبية، ويقع على عاتق الحكومة السورية تلبية هذه المطالب. تفرض بعض الدول وجهات نظرها عبر تكرار أن بشار الأسد يجب أن يترك السلطة. من يكونون لكي يقول ذلك؟ يقع على عاتق السوريين التعبير عن موقفهم وتقرير مصيرهم. لا تتحدث إيران عن شخص محدد في سورية، ولكنها تتحدث عن مبادىء. إذا جرت انتخابات رئاسية عام 2014، وإذا خسر بشار، لن يكون حينها رئيساً لسورية. بالنسبة لإيران، إنها  ليست مسألة شخصية. ولكننا لا نريد أن تصبح سورية أداة بأيدي الدول التي ستتلاعب بدمشق.
سؤال: بماذا تردون على فرنسا التي تُعارض مشاركة إيران في المؤتمر الدولي؟
علي أكبر صالحي: نحن مستغربون جداً من الموقف الفرنسي.  تاريخياً، ليس هناك عداء إيراني ضد فرنسا، حتى ولو كانت هناك بعض التقلبات. كنّا نأمل أن يتبنى فرانسوا هولاند مقاربة مختلفة عن مقاربة نيكولا ساركوزي. ولكن يبدو أنه ليس لديه الوقت الكافي للاهتمام بالسياسة الخارجية. تتمنى طهران أن تقوم فرنسا بإعادة النظر بموقفها، وأن تبني مواقفها على تحليل أكثر عقلانية. لدينا شعور بأن فرنسا أصبحت عدونا. ما هي الأسباب؟ هل هو الخلاف النووي؟ لم تتدهور علاقاتنا مع ألمانيا بسبب المسألة النووية. أنا أدعو لوران فابيوس إلى الجلوس بجانبي من أجل حوار نقدي بين الدولتين. بإمكانه زيارة إيران عدة أيام، وسيرى بأننا لسنا كما يُقال عنّا. إن الفكرة الثابتة المعادية لإيران لدى البعض في فرنسا مُصطنعة.
سؤال: اقترحت فرنسا إدراج حليفكم حزب الله اللبناني على لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية. هل سيكون هناك نتائج لذلك؟

علي أكبر صالحي: إنه خطأ كبير. قام حزب الله بتحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، وأثبت أنه كان حزباً سياسياً. إنه طرف محوري في لبنان. بالتأكيد، ليس من مصلحة فرنسا قطع الاتصال مع حزب الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق